نظرًا لأنّ الاندماج في صناعة الهاي-تك هو هدف مشترك تقريبًا لجميع الطلّاب الذين يُقبلون على دراسة اللقب الأول في علوم الحاسوب، فإنّ مسار التعلّم يوفّر سلّة أدوات تساعدهم في القيام بذلك على أكمل صورة. هكذا على سبيل المثال، ومن جملة أمور أخرى، يتيح مسار التعليم ورشًا عبر التعاون مع ممثّلي الصناعة، يواجه خلالها الطلّاب تحدّيات العالَم الحقيقيّ التي يتعيّن عليهم توفير الحلول لها.
"بإمكان الطلّاب أن يحصلوا أثناء فترة الدراسة على التجربة العمليّة التي توضّح لهم ماهيّة العمل"، يضيف البروفيسور برينبويم، "هذا هامّ للسماح لهم بالتعرّف على طبيعة العمل في الصناعة، وتلقّي الإرشاد من موظّفي الهاي-تك أصحاب الخبرة، واكتساب الخبرة حتّى قبل أن ينهوا دراسة اللقب الأكاديمي."
الدراسة- والعمل في الهاي-تك في الوقت نفسه
ومن نتائج هذا التوجّه المتكامل فإنّ العديد من الطلبة الذين يدرسون لنيل اللقب الأوّل في علوم الحاسوب يبدؤون العمل في صناعة الهاي-تك بالفعل خلال دراسة اللقب الأوّل. وفي هذا السياق، فإنّ للمبنى التعليميّ الخاصّ في الجامعة المفتوحة مساهمة حاسمة، بفضل تمكّن الطلّاب من وضع برنامج ساعات متدرّج لأنفسهم ودراسة عدد متفاوت من المساقات في كلّ فصل دراسيّ، بناءً على وقت الفراغ والطريقة التي يتعاملون بها مع التحدّي الأكاديميّ.
"قسم كبير من طلّابنا يبدؤون العمل في هذا المجال خلال الدراسة بالفعل"، يقول البروفسور برينبويم، "يتضّح من المعطيات التي أتلقّاها أن ثمّة طلبًا كبيرًا جدًّا على الطلّاب والخرّيجين في مجالات علوم الحاسوب، وبما أنّ الرواتب عادة في مجال الهاي-تك جيّدة جدًّا، فهذا الأمر هامّ لمَن يستطيع الدخول في هذا المجال في مرحلة مبكّرة فعلًا."
أحد الأسباب المحتملة للطلب الكبير على طلّاب وخرّيجي الجامعة المفتوحة هو القيَم التي توجّه الدراسة- الانضباط الذاتيّ، والطموح الشخصيّ والاستقلاليّة التي يتمّ التعبير عنها بالفعل في اختيار المسار الأكاديميّ- وهي القيَم التي تميّز بدرجة كبيرة المطالب التي يبحث عنها رؤساء الصناعة في أوساط موظّفيهم.
"تكمن الأفضليّة الأخرى في دراسات علوم الحاسوب في الإمكانيّة المتاحة أمام الدارسين حيث يمكنهم أن يدمجوا خلال دراستهم اللقب مساقات من مجالات أخرى ذات صلة وثيقة مثل، الاقتصاد، الإدارة والتسويق، الأمر الذي يسهم في الاندماج في الصناعة"، يضيف البروفسور برينبويم.
أنتَ تتحدّث عن الطلب الكبير على الطلّاب من الجامعة المفتوحة في عالَم الهاي-تك، وأنّ الكثيرين منهم يندمجون في هذه الصناعة حتّى قبل إنهائهم دراسة اللقب، على الرغم من أنّها المؤسّسة الوحيدة في البلاد التي ليس فيها شروط قبول لدراسات علوم الحاسوب.
"إنّ عدم وجود شروط قبول هي ميزة تمتاز بها جميع دراسات اللقب الأوّل في الجامعة المفتوحة. تعتبر دراسة علوم الحاسوب مسألة مثيرة للتحدّي، ولكنّنا نوفّر إمكانيّة الاندماج في الدراسة حتّى لأولئك الذين يأتون إلينا دون خلفيّة في المجال، وذلك من خلال المساقات الملائمة. بالإضافة إلى ذلك، الذين ينقصهم الأساس الرياضيّ لديهم إمكانيّة لدراسة مساق الرياضيّات ما قبل الأكاديميّة. علاوة على ذلك، بالإمكان دراسة مساق نافذة على الرياضيّات، الذي يسهم في تطوير التفكير الرياضيّ. هذا ينطبق أيضًا على من يأتون إلينا بعد مرور فترة طويلة على إنهائهم للمرحلة الثانويّة ويرغبون في تحديث مهاراتهم الرياضيّة، أو لأبناء الشبيبة الذين يلتحقون بالبرنامج التعليميّ قبل أن ينهوا امتحانات البجروت. عدا عن ذلك، بإمكان الذين يشعرون بأنّ الدراسة تشكّل تحدّيًّا بالنسبة لهم البدء بتعلّم مساق واحد فقط في الفصل الدراسيّ والاندماج في التعليم تدريجيًّا. زد على ذلك، فإنّ مساق مثل، مقدّمة لعلوم الحاسوب، وهو مساق مكثّف جدًّا، يمكن التخطيط لدراسته على مدار فصلين دراسيّين."
إذا كنّا بصدد تناول طرق تخفيف ضغط وعبء التعليم، تعالوا نفكّر في الجانب الآخر: الطلّاب الذين يرغبون في دراسة هندسة البرمجيّات. هل هذا يعتبر تحدّيًّا أكبر؟
"نحن نتحدّث عن دراسة ذات حجم أكبر بنحو الثلث من حجم دراسة علوم الحاسوب. أي، يُضاف إلى المسار العاديّ لعلوم الحاسوب تخصّص آخر في الدراسات المتعلّقة بتصميم البرمجيّات، وصيانتها وتطويرها. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروع ختاميّ في نهاية اللقب في الهندسة. في الواقع، يمكن اعتبار حجم اللقب الأوّل في علوم الحاسوب مساويًا للقب أكاديميّ مدّته ثلاث سنوات في جامعات أخرى، بينما اللقب في هندسة البرمجيّات مساوٍ للقب مدّته أربع سنوات هندسة- في حين بالإمكان إكمال دراسة هذه الألقاب بوتيرة مختلفة في الجامعة المفتوحة، وذلك حسب الوتيرة الشخصيّة والقدرات الأكاديميّة لدى الطلّاب."